البرازيل
السياق
البرازيل قوة زراعية وصناعية كبيرة، وأقوى اقتصاد في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي رابع أكبر بلد من حيث الإنتاج الزراعي، ومنتج رئيسي للبن وقصب السكر والحمضيات، وثاني أكبر منتج لفول الصويا ولحوم البقر والدواجن.
وقطعت البرازيل أشوطا واسعة في الحد من الفقر منذ مطلع هذا القرن. وفيما بين عامي 1992 و2015، تراجعت معدلات انتشار الفقر من 35.8 في المائة إلى 7.6 في المائة من السكان، في نفس الوقت الذي انخفضت فيه أيضاً معدلات الفقر المدقع من 7 في المائة إلى 4 في المائة. وعلى الرغم من التحسن الكبير في الظروف الاقتصادية والاجتماعية، لا تزال البرازيل بلد التناقضات الكبيرة. ويبلغ انعدام المساواة أعلى مستوياته في المناطق الريفية، خاصة في الأنحاء الشمالية الشرقية شبه القاحلة. ويضم هذا الإقليم 53 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون دون خط الفقر البالغ عددهم 15 مليون نسمة والأشخاص الذين يعيشون دون خط الفقر المدقع البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة.
وتعرضت البرازيل في عام 2014 لأسوأ ركود اقتصادي في تاريخها. وبينما ظهرت مؤخراً بوادر انتعاش فإن الأزمة لا يتوقع أن تنحسر قبل عام 2018، كما أنها فرضت ضغوطاً كبيرة على جهود الحد من الفقر وعدم المساواة في جميع أنحاء البلد.
وساهم القطاع الزراعي بدور رئيسي في الاقتصاد البرازيلي، وعلى الرغم من أنه لا يمثل سوى 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد، يتسم هذا الاقتصاد بأهمية قصوى باعتباره مصدراً للدخل وفرص العمل والنقد الأجنبي. وتستأثر زراعة الحيازات الصغيرة بما نسبته 85 في المائة من وحدات الإنتاج الزراعي، وما يصل إلى 70 في المائة من بعض إنتاج الأغذية الأساسية في البلد، ويعمل فيها ثلاثة أرباع القوة العاملة الزراعية، وهي مسؤولة عن ثلث الدخل الزراعي..
غير أن القطاع الزراعي يتسم بثنائية قوية، ذلك أن ديناميته نابعة في معظمها من الشركات الزراعية الكبرى، ويحركه إنتاج سلع التصدير التي يزرع معظمها في الجنوب والأنحاء الجنوبية الشرقية والمناطق الغربية الوسطى. ولا تزال الزراعة الأُسرية تتميَّز بانخفاض الحيوية الاقتصادية وارتفاع معدل انتشار الفقر، خاصة في الأنحاء الشمالية الشرقية.
الاستراتيجية
تُركز استثمارات الصندوق في البرازيل على أنشطة التنمية الريفية في الإقليم الشمالي الشرقي شبه القاحل من البلد المعروف باسم سيرتاو. وبدأ الصندوق تعاونه مع الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات في البرازيل في ثمانينات القرن الماضي. ووافق الصندوق في عام 2016 على أول قروضه في منطقة انتقالية متاخمة لمنطقة الأمازون في ولاية مارانهاو. وستصدر في عام 2017 الموافقة على مشروع آخر في ولاية بيرنامبوكو الواقعة في الشمال الشرقي ولكنها لا تدخل ضمن منطقة سيرتاو.
وتركز جميع المشروعات التي يدعمها الصندوق في البلد على دعم الزراعة الأُسرية وتعزيزها. وتهدف مشروعات الصندوق إلى زيادة إنتاج المزارعين الأُسريين ودخلهم عن طريق تيسير وصولهم إلى الخدمات الأساسية وتقوية منظماتهم وربطها بالأسواق.
وتستهدف الأنشطة أيضاً الفئات الأكثر تهميشاً، مثل مجتمعات الشعوب الأصلية وجماعة كيلومبولا (المنحدرة من أصل أفريقي)، والمستوطنين في أراضي الإصلاح الزراعي، والنساء والشباب.
ومن المعروف عن المشروعات التي يدعمها الصندوق أنها تُزوِّد المزارعين الأُسريين بالأدوات المناسبة للازدهار في بيئة البرازيل القاسية في الأنحاء الشمالية الشرقية.
وتشمل الأنشطة الرئيسية ما يلي:
- طرق الإنتاج العضوي والزراعة الإيكولوجية؛
- تكنولوجيات جمع المياه وصونها؛
- منهجيات التخطيط التشاركي التي تجمع بين الابتكار والمعرفة التقليدية.
وعلى مر السنوات، تقاسم الصندوق الدروس المستفادة من عملياته التي يمولها في البرازيل مع المسؤولين الحكوميين والشركاء الإنمائيين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمزارعين الأُسريين من خلال منتديات حوار السياسات وبرنامج , Semearلتقاسم المعرفة..
ويمثل التواصل الشبكي من أجل توسيع النطاق سمة رئيسية من سمات البرنامج القطري للصندوق الذي يوسِّع حالياً شبكة التعاون الدولي بين الشركاء الاستراتيجيين في وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية البرازيلية والدولية.
حقائق عن البلد
- انخفضت نسبة السكان الفقراء فيما بين عامي 1992 و2015 من 35.8 في المائة إلى 7.6 في المائة، ولكنها عاودت ارتفاعها مرة أخرى في عام 2016 بسبب تأثيرات الركود الاقتصادي.
- يستغل المزارعون الأُسريون 85 في المائة من وحدات الإنتاج الزراعي البالغ عددها 5 ملايين وحدة. تستأثر الزراعة الأُسرية بما يصل إلى 70 في المائة من بعض إنتاج الأغذية الأساسية في البلد ويعمل فيها ثلاثة أرباع القوة العاملة الزراعية، ويرجع إليها الفضل في توفير ثلث الدخل الزراعي.
- حشد الصندوق منذ ثمانينات القرن الماضي حوالي 825 مليون دولار أمريكي في 12 برنامجاً ومشروعاً متصلاً بالتنمية الزراعية في البرازيل.
- يبلغ مجموع قيمة حافظة الصندوق بعد إضافة المشروعات الجاري إعدادها حالياً أكثر من 560 مليون دولار أمريكي بحلول أبريل/نيسان 2018، وسيصل زهاء 000 400 أسرة (ما يتراوح بين 1.5 و2 مليون شخص) على منافع مباشرة في كل الولايات التسع في شمال شرق البرازيل.